«هيومن رايتس ووتش»: تعذيب نشطاء في البحرين والقضاء «ملاذ آمن للمعذبين»

2013-05-15 - 4:51 م

مرآة البحرين (خاص): قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن معلومات أفادت بتعذيب نشطاء بحرينيين (ناشط حقوقي وسيدتان كانتا تحتجان على سباق الفورمولا)  بعد حوالي أسبوعين من قيام السلطات البحرينية بتأجيل زيارة المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب، خوان منديز، إلى أجل غير مسمى.

المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة سارة ليا ويتسن علّقت بالقول: "إذا أزيحت المزاعم الأخيرة جانباً فسوف يمثل هذا دليلاً جديداً على أن نظام العدالة البحريني ملاذ آمن لممارسي التعذيب"، داعية  حلفاء البحرين لممارسة "ضغوط جادة عليها للتحقيق مع أي شخص مسؤول عن التعذيب الوحشي للنشطاء ومحاسبته".

وقالت هيومن رايتس ووتش إن على السلطات البحرينية أن تضمن التحقيق المحايد والمستقل في كافة مزاعم التعذيب وإساءة المعاملة، وأن تمنح المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب حق الدخول الفوري دون قيد أو شرط.

وأورد بيان صادر عن المنظمة اليوم تفاصيل اعتقال الناشط الحقوقي المحلي البارز ناجي فتيل في بلدة بني جمرة، وذكرت البيان أن مصادر محلية قالت لـ هيومن رايتس ووتش أن ضباط فتشوا المنزل وصادروا الكاميرا الخاصة بزوجة فتيل والحاسب المحمول الخاص بابنته، ثم اقتادوا فتيل معهم. اتصل فتيل بأسرته بعد يومين وقال لأفرادها إنه في سجن "الحوض الجاف"، حيث خلصت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق إلى وفاة 3 أشخاص فيه جراء إساءة المعاملة في 2011.

فتيل قال لنشطاء حقوقيين في البحرين عن طريق الهاتف إنه تعرض لتعذيب شديد أثناء الأيام الثلاثة التي قضاها هناك. وقال فتيل إن السلطات قيدت يديه وعصبت عينيه وضربته بقسوة، وعرضته للصدمات الكهربية، وعلقته من السقف، كما عرضته لـ"الإيهام بالغرق"، حسبما قال النشطاء لـ هيومن رايتس ووتش.

وقال فتيل، وهو عضو مجلس إدارة جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان، إن السلطات اتهمته بالانتماء إلى "حركة 14 فبراير"، التي تقول سلطات البحرين إنها مسؤولة عن أعمال إرهابية. وقال إنه وقع اعترافاً تحت التهديد بالمزيد من التعذيب.

نفيسة وريحانة: الصعق بالكهرباء

في الحالة الأخيرة الأخرى، قامت الشرطة في 20 أبريل/نيسان بإلقاء القبض على نفيسة العصفور وريحانة الموسوي اللتين كانتا تتظاهران بالقرب من حلبة البحرين الدولية. وفي 23 أبريل/نيسان نشر الموقع الإلكتروني لمركز الإعلام الأمني بياناً من وزارة الداخلية يقول إن السيدتين حاولتا دخول موقع سباق "الفورملا 1"، وإن إحداهما ربطت وسادة على بطنها في ما زعمت الوزارة أنه محاولة لاختبار الإجراءات الأمنية تمهيداً لعمل إرهابي.

قالت جمعيات حقوقية في البحرين لـ هيومن رايتس ووتش إن السيدتين زعمتا التعرض لإساءة المعاملة أثناء الاحتجاز حينما اتصلتا بمحامييهما وأفراد عائلتيهما في 29 أبريل/نيسان. وزعمت إحدى السيدتين التعرض للصدمات الكهربية وتوقيع اعتراف بالإكراه، بحسب الجمعيات الحقوقية.

سبق لـ هيومن رايتس ووتش توثيق قيام السلطات البحرينية بتعذيب نشطاء حقوقيين، بمن فيهم فتيل. في ديسمبر/كانون الأول 2007 قامت الشرطة باعتقاله واتهمته بإشعال النيران في عربة "جيب" تابعة للقوات الخاصة وسرقة سلاح منها. أنكر فتيل التهمة. وفي استجوابات لاحقة قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه تعرض للركل واللكم، والصدمات الكهربية على الجذع والعنق والأعضاء التناسلية، والتعليق من السقف. في يوليو/تموز 2008، حكمت إحدى محاكم البحرين على فتيل بالسجن لمدة 5 سنوات على دوره المزعوم في تدمير ممتلكات شرطية وسرقة سلاح. وصفت هيومن رايتس ووتش الإدانة بأنها "مشوبة بمزاعم الإساءة". أفرج عن فتيل في أبريل/نيسان 2009، لكن السلطات ألقت القبض عليه مجدداً في 14 فبراير/شباط 2012 أثناء مشاركته في مظاهرة سلمية للتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان مع ناشط حقوقي بارز آخر، هو نبيل رجب.

وقالت سارة ليا ويتسن: "تلتزم البحرين التزاماً عميقاً بالتحدث عن الإصلاح، غير أن قيمة هذا الحديث تتناقص باطراد مع كل مرة تظهر فيها مزاعم جديدة بحدوث التعذيب".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus