نعم أيها «السنكيس».. إنها «العصابة» ذاتها التي اختطفتك

2013-05-15 - 7:25 ص

مرآة البحرين (خاص): يومان فقط، هما الفاصل بين المؤتمر الافتتاحي لأسبوع الأسير الذي أقامه أهالي منطقة (مقابة) تضامناً مع أبنائهم، واعتقال الناشط محمد السنكيس المشهور «بعبدعلي السنكيس» أي فجر اليوم الاربعاء 15 مايو   2013. (1)

في هذا المؤتمر ألقى السنكيس كلمة ملتهبة، من الواضح أن ثمنها قد بدأ تسديده بشكل مباشر. في المؤتمر الذي شارك فيه بوصفه والد أحد معتقلي المنطقة قال: "بالنظر إلى قصص وتفاصيل اعتقال أبنائكم، أستطيع التأكيد أن البلد يُدار من عصابة، المسؤول عنها ملك البلاد، وأناشد المنظمات المحلية والعالمية بالتحرك فوراً للوقوف على حقيقة وكر التعذيب (مبنى التحقيقات الجنائية) الذي تُمارس فيه أبشع أساليب البطش بالمواطنين". 

وفي الكلمة نفسها طالب السنكيس الأهالي بـ"التوجه فوراً لتقديم بلاغ اختطاف بعد كل عملية اعتقال لأبنائهم لكون القوات التي تقوم بعملية الاعتقال من المنازل لا تقدم أي إثبات او أمر من النيابة العامة لالقاء القبض، كما أنهم يأتون بملابس مدنية وملثمين ما يجعل منهم مختطفِين وليسوا قوات تابعة لأجهزة الأمن". لم تلبث العصابة أن أتت بجوابها القطعي للسنكيس، بالفعل الدامغ (المؤكد) لا الداحض (النافي)، داهمت بيته فجراً، عبر مجموعات مدنية، بلا أمر قبض ولا إذن بالتفتيش، مختطفة إياه بالطريقة ذاتها، نعم إنها العصابة ذاتها.

ليس لدى السنكيس الذي اعتقل ابنه قبله، ما هو أكثر من الكلام، وليس على العصابة ما هو أخطر من الكلام، لهذا كل معارك العصابة مع المتكلمين؛ قتلاً واعتقالاً وأحكاماً خرافية.

هكذا وجد السنكيس نفسه فجر اليوم مداهماً كما هي عادة العصابة منذ مارس 2011. عند باب بيته وقف كوستر مدنيين وعدد من أجياب الشرطة. اقتيد السنكيس إلى خارج المنزل وسط ضربٍ مبرح أمام أفراد عائلته، قبل أن تعاود القوات المدنية الدخول مجدداً وتفتيش المنزل ومصادرة الهواتف النقالة وأجهزة أخرى. تم أخذه بعدها إلى مكان مجهول، مخلفاً وراءه دمه الذي انسكب عبر ممر المنزل وهو يسحب للخارج (2). 

الناشط عبدعلي السنكيس عُرف تحديداً منذ حادثة العودة إلى دوار اللؤلؤة في 18 فبراير 2011. عندما انهال الجيش برصاصه على المتقدميين السلميين نحو الدوار، وسقط ممرغاً في دم الشهيد عبدالرضا بوحميد. أظهرته صور وكالات الأنباء وتسجيلات الفيديو على موقع اليوتيوب وهو يصرخ   (السنكيس) في حالة هستيرية   ويضرب على رأسه بعد أن شاهد (بوحميد) ملقى على الأرض التي صارت بركة لدمه. ثم حمله مع آخرين لنقله إلى مستشفى السلمانية، وتحدث إلى وكالات أنباء عما شهده بعينيه فيما كانت دماء بوحميد تغطي ملابسه (3). منذ ذلك الحين لم يسلم السنكيس من الاستهداف، لكنه أيضاً لم يتوقف عن المشاركة في الفعاليات السلمية المختلفة، ويقوم بدور توعوي في مجال الحقوق السياسية لجموع الشباب المشاركين في حراك الرابع عشر من فبراير.

نعم لقد كان السنكيس مستهدفاً من ذلك الحين، وقد أكد عدد من معتقلي مقابة في وقت سابق، أنهم تعرضوا للتعذيب الشديد للاعتراف أن السنكيس هو الممول لتحركاتهم في الساحة، لكن يبدو أن كلمته الأخيرة، جعلت الاستهداف لا ينتظر اعترافات من آخرين، بل ينتظر رواية جديدة من الداخلية، واعتراف وهمي سيتم انتزاعه من السنكيس نفسه لا من آخرين.

هذا ويرى ناشطون أن الفترة الحالية تشهد أكبر حملة اعتقالات للناشطين لزجهم في السجون تحت طائلة قانون الإرهاب، وذلك تحت خطة شاملة لقمع الحركة الاحتجاجية وإخمادها بالكامل.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus