الدبلوماسية، والتهديدات، ومجلس الوزراء في البحرين

2013-05-15 - 8:06 ص

بريان دولي، فورين بوليسي

العلاقات بين البحرين والولايات المتحدة قد بلغت هذا الأسبوع مستوى جديدًا من التقلبات عندما وافق مجلس وزراء المملكة على اقتراح نيابي، كما قالت وزيرة الإعلام سميرة رجب، " لوضع حد لتدخل السفير الأميركي توماس كرايسكي في الشؤون الداخلية للبحرين". مصادقة مجلس الوزراء البحريني على اقتراح وقف كرايسكي عن "التدخل في الشؤون الداخلية" ولقاء معارضي الحكومة خطوة هامة من شأنها أن تفعل أكثر من إثارة الدهشة  في واشنطن.

وبينما كان دبلوماسيون أمريكيون يتعرضون للهجوم مرارًا من قبل وسائل الإعلام الموالية للحكومة والبرلمان في البلاد لكونهم قريبين جدًا من المعارضة المؤيدة للديمقراطية، فإن الهجمات التي تضمنت تهديدات شخصية مختلفة. وهذا لم يكن قول صحيفة معتوهة أو عضو" سائب" في البرلمان، ولكن مجلس الوزراء الذي يضم رئيس الوزراء وولي العهد. كان من المفترض أن يكون ولي العهد صديقا لواشنطن – الشاب الذي تعلم في الغرب ووريث العرش، المصلح في الأسرة، ورجل المستقبل - الذي اعتمدت الحكومة الأمريكية عليه لمناصرة الإصلاح الديمقراطي في البحرين.

وتكهن بعض المراقبين أن علاقة الولايات المتحدة مع (وثقتها بـ)  ولي العهد كان أحد الأسباب لإجراء الولايات المتحدة علاقة غريبة ومتناقضة على ما يبدو مع العائلة الحاكمة في البحرين على مدى العامين الماضيين. وعلى الرغم من الانتقادات العلنية من البعض داخل المملكة والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان هناك، واصلت الولايات المتحدة تسليح الدكتاتورية ووصفتها علنا بأنها حليف وثيق. وتواصل البحرين أيضا استضافة الأسطول الأمريكي الخامس.

 الإجراء الأخير هذا لمجلس الوزراء في البحرين يمكن أن يلقيها في الخطر. ففي الوقت الذي تواصلت فيه الهجمات ضد مسؤولين أمريكيين، كانت حتى اليوم شبه منفصلة عن الخط الحكومي الرسمي. على سبيل المثال، في أيار/مايو 2011، في الأشهر الأولى للانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في البحرين، سحبت الولايات المتحدة موظفها في مجال حقوق الإنسان، لودوفيك هود، من سفارتها في البحرين في أعقاب أسابيع من الافتراءات العرقية والتهديدات ضده من قبل موقع على الإنترنت وصحف مؤيدة للحكومة. وتم نشر صورة هود وعنوانه، وربطها بصورة زفافه  مع "زوجته اليهودية."

في الماضي، تم استهداف سفارة أخرى ومسؤولين في وزارة الخارجية أيضا من قبل البرلمان البحريني وبعض وسائل الإعلام بسبب قربهم من المعارضة، ولكن لم تصل إلى مستوى التأييد الرسمي الحكومي حتى هذا الأسبوع. فعندما وافقت على طلب تقدم به ستة نواب مطالبين الحكومة بالتدخل لإنهاء اجتماعات السفير "المتكررة مع المحرضين"، فإنها قد قطعت طريقًا واضحًا ومهمًا. وقالت رجب أن كرايسكي، الذي كان سفيرًا للولايات المتحدة في البحرين منذ تشرين الأول/أكتوبر 2012، لن يطرد من البلاد. ولكن إلى متى ستدع حكومة الولايات المتحدة  هذه الهجمات دون استجابة؟

الوضع السياسي في البحرين لا يزال غير مستقر فهناك احتجاجات مستمرة في الشوارع، البعض منها غدا عنيفًا،  وقد أدى إلى شن هجمات على الشرطة واستخدام القنابل الحارقة وقذائف أخرى. وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفضت حكومة البحرين دخول المقرر الأممي المعني بالتعذيب، تماما كما فعلت في العام الماضي. وما زالت تقارير  محاكمات غير عادلة وسوء المعاملة في الحجز تظهر في البلاد، وكذلك الهجمات على الدبلوماسيين الأمريكيين. لم تكن هناك إصلاحات حقيقية تذكر منذ الاحتجاجات الحاشدة من أجل الديمقراطية التي بدأت في شباط/فبراير  2011، وحتى الآن لم يحاسب أي مسؤول كبير في الحكومة عن القمع العنيف اللاحق.
بالإضافة إلى الصفعة القوية التي تلقاها كرايسكي من مجلس الوزراء، تقرير 2012  لوزارة الخارجية الأمريكية الشهر الماضي انتقد سجل البحرين في مجال حقوق الإنسان مما زاد في توتر العلاقة بين الولايات المتحدة والبحرين. سيكون هناك اختبار إضافي لها عبر الإعلان الأخير الذي طلبت فيه وزارة العمل الأمريكية "مشاورات رسمية" مع حكومة البحرين في ظل اتفاقية التجارة الحرة فيما يتعلق بإساءة استخدام حقوق العمال والهجمات على المجتمع المدني في البحرين. وهناك الآن نقاش عام في واشنطن حول نقل الأسطول الخامس خارج بيئة متقلبة على نحو متزايد وكانت البحرية الأمريكية قد أصدرت أمرًا بحظر تجول جديد بعد الساعة 1:00 صباحا لجميع أفرادها والمدنيين، والتابعين في البلاد. ومن الواضح أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد مع استمرار البحرين إثبات أنها  ليست في طريق الاستقرار أو الإصلاح.
 في وجه كل هذه المخاوف والانتقادات المتزايدة من الولايات المتحدة، قرر مجلس الوزراء البحريني دعم الهجوم على كرايسكي. أنه من الخطأ بأن يجيز ذلك ردة فعل واضحة وحاسمة من الحكومة الأمريكية. فردة فعل علنية لصمت مبجل من وزارة الخارجية ينذر بتشجيع الموالين للحكومة البحرينية في تصعيد الهجمات. حتى اليوم الاعتداءات لفظية ولكنها تغذي مناخ الترهيب، مما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة ودبلوماسيين آخرين الانخراط مع المعارضة ورموز المجتمع المدني.

ينبغي على الأمين العام كيري أن يؤكد علنا بأن كرايسكي يفعل ما يفترض أن يفعله جميع سفراء الولايات المتحدة وما للدبلوماسيون البحرين في الولايات المتحدة الحرية تماما القيام به هنا. على الولايات المتحدة السماح للبحرين بأن تعرف بأنه سيكون هناك عواقب للهجمات على الدبلوماسيين الأمريكيين وأن البحرين لا يمكنها الاعتماد على الدعم العسكري المفتوح من الولايات المتحدة ما لم تقم المملكة بإصلاحات سريعة وجذرية.
*بريان دولي هو مدير برنامج المدافعين عن حقوق الإنسان في هيومن رايتس فيرست. وهو مؤلف سلسلة من التقارير عن البحرين وقد منع من دخول المملكة منذ آذار/مارس 2012

10 أيار/مايو 2013 




التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus