الظلم المتقيح في البحرين

2013-05-20 - 6:23 ص

بول بيلَر: كونسورتيوم نيوز
ترجمة: مرآة البحرين 

على مدى العامين الماضيين من الاضطرابات العربية، في البحرين فقط قام بلد مجاور (العربية السعودية) بالغزو العسكري لإخماد انتفاضة شعبية - وفعلت ذلك دون غضب الولايات المتحدة لأن البحرين هي موطن للاسطول الخامس. ولكن الظلم السياسي في البحرين لا يزال نقطة إقليمية حساسة، يكتب المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بول بيلر.

خلال الربيع العربي، ومنذ أن بدأت أحداثه برزت البحرين كتجربة مريرة في الخليج. لقد كانت المملكة الوحيدة من بين الممالك الست في مجلس التعاون الخليجي التي شهدت اضطرابات سياسية كبيرة خلال  السنتين أو السنوات الثلاث الماضية. البحرين أيضا المكان الذي لا تتلاحم فيه حقا أهداف الولايات المتحدة.  سمتان من السمات الرئيسية للبحرين تكمن في هذه المشاهدات:

السمة الأولى هو أن لديها أغلبية شيعية، تشكل نحو 70 في المئة من سكان البحرين، ولكن يحكمها نظام سني. وهي في هذا الصدد مثل العراق قبل الإطاحة بصدام حسين وعلى عكس دول الخليج الأخرى، التي لديها جميعها أغلبية سنية. الأنماط الاقتصادية ترتبط بالعقائد الدينية؛ فالشيعة البحرينيون بشكل عام أقل ثراء من أبناء السنة.

السمة الأخرى هي أن البحرين لديها علاقات عسكرية كبيرة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك كونها موطن الأسطول الخامس. هذا الواقع قد هيمن بشكل واضح على التفكير وراء سياسة الولايات المتحدة بشأن البحرين. فقد كانت عاملًا رئيسيًا محبطًا للمشاكل المتعلقة بالحقوق السياسية والاقتصادية للشعب البحريني. فعندما أرسلت السعودية قوات عبر الجسر لمساعدة النظام البحريني في قمع الاضطرابات الشيعية، لم تهتم الولايات المتحدة بالأمر.

ففي هذا الجزء من العالم فإن القلق الرئيسي الذي تعبر عنه الولايات المتحدة، بطبيعة الحال، هو إيران والنفوذ الإيراني. البحرين لها أهمية خاصة في هذا الصدد بسبب مصلحة إيرانية قوية في هذا المقام. فقد كانت هناك تصريحات إيرانية، قبل ظهور الجمهورية الإسلامية، تصف البحرين بأنها مقاطعة إيرانية.

خلال السنوات الأولى من تاريخ الجمهورية الإسلامية كانت هناك بالتأكيد جهود إيرانية للتخريب في البحرين. ولكن في السنوات الأخيرة لم يكن هناك أي دليل على أن إيران تحاول قلب نظام الحكم في البحرين. فالنفوذ الإيراني يأتي  بطريقة أكثر نعومة باعتباره مناصرًا لحقوق غالبية السكان.

هذا الأسبوع أعطى وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي القوة الناعمة لإيران منعطفًا جديدًا بالقول إن الحكومة البحرينية كانت قد طلبت وساطة إيرانية سرية بينها وبين المعارضة. وقال صالحي إن إيران على استعداد لاستخدام مساعيها الحميدة لهذا الغرض ولكن علنًا، وليس سرًا.

وزارة الخارجية البحرينية نفت أن تكون البحرين قد طلبت أي طلب من هذا القبيل من إيران. ومن المستحيل أن نعرف من نصدق، ولكن من المعقول أن تكون المنامة قد تواصلت مع إيران بشأن الحاجة إلى استخدام نفوذها مع الأغلبية الشيعية بشكل بناء. فإذا كانت إيران حقًا تريد المساهمة علنًا بالمصالحة السياسية في البحرين التي من شأنها أن تكون جيدة، وأن تكون نقيض التخريب السري.

إذا كانت الولايات المتحدة حقًا تشعر بالقلق إزاء النفوذ الإيراني في هذا الركن من الخليج، فإنها لا تصوغ علاقاتها بأسلوب يقاوم هذا النفوذ بفعالية. فمهما كانت الأهداف الأخرى التى يقدمها الأسطول الخامس، فإنه ليس هناك تهديد عسكري خارجي متوقع للبحرين يمكن للأسطول أن يدافع ضده أو يردعه.

وفي الوقت نفسه، القلق إزاء حماية هذا الوجود العسكري قد قاد بالولايات المتحدة في الغالب إلى غض الطرف عن الصراعات الداخلية التي لم تحل والتي هي الخطر الحقيقي على النظام السياسي البحريني والتي ساعدت إيران في طرح نفسها كصديق للغالبية من البحرينيين.

*بول بيلَر، كان أحد أفضل المحللين في وكالة الاستخبارات المركزية وهو في عمر 28. والآن هو أستاذ زائر في جامعة جورج تاون للدراسات الأمنية. (نشرت هذه المقالة لأول مرة  كمدونة على موقع ناشنال إنترست. وأعيد طبعها بإذن الكاتب).

10 أيار/مايو 2013 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus