قاسم: السنة والشيعة أسقطوا مخططات الاقتتال، والخجل يكللني والحرج يملكني أمام مواقفكم الكريمة

2013-05-24 - 12:03 م

مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسى قاسم أن "محاولات كثيرة جرت لقسمة هذا الشعب ومن أجل إحداث العداوة وتعميقها واحترابه واقتتاله"، مشيدا بوعي الشعب الذي "أسقط فاعليتها وكتب عليها الفشل لحدّ الآن". وشكر قاسم الجماهير والطلاب والعلماء والحوزات التي استنكرت الاعتداء على منزله".

وقال قاسم، خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، إن الشعب في شارعه العريض الشيعي والسني ومعه المخلصون من العلماء والنخب والجمعيات السياسية الإسلامية والوطنية يقفون بوعي وقوة في وجه هذا المخطط الذي يريد أن يحرق كل شيء بدافع ألاعيب السياسة وأغراضها السيئة، وإجهاض أي مطلب من مطالب الإصلاح والتغيير".

وأشار إلى أن "لا مكر السياسة  ولا إعلامها المضلل ولا كل وسائلها استطاعت أن تستثير الشارع الشيعي أو تجر الشارع السني إلى ما تستهدفه من حالة الاحتراب والاقتتال والتصادم"، مضيفا "هناك أصواتٌ نشاز وأدوات رخيصة من هنا أو هناك داخلة في المؤامرة، وداعية بقوة للفتنة وإشعال الحرب وإيقادها، وهي تتقاضى أثماناً باهضة من الموازنة العامة للشعب، على حساب أمنه وأخوّته ووحدته وحاضره ومستقبله وسلامة أجياله، ولكن وعي الشعب بعد فضل الله قد أسقط فاعليتها وكتب عليها الفشل لحدّ الآن".

وأكد قاسم أن "هذا ما يصعب كل الصعوبة على الحكومات من أهل الدنيا، فالنتيجة تكون هي اللجوآ إلى استعمال البطش والأخذ بالتنكيل واختلاق الأحداث وافتعال المناسبات التي تعطي تبريراً ظاهراً واعلامياً لهذه السياسة"، مردفا "عند شعور المؤسسة السياسية العابدة للسلطة أو قسم منها بالفشل في المعركة السياسية يكون الاتجاه إلى الإفراط في استخدام القوة والتهوّر في أسلوب العنف بدل الاعتراف بالهزيمة أو الرجوع إلى الحق". 

وتابع "بهذا تجد الشعوب نفسها مضطرة تحت ضغط الظروف التي يخلقها لها هذا التوجه النفسي المغالي المفرط عند السلطات للمواجهة، ولو كلفها ذلك الكثيرة وأعطت أبهض الأثمان من أجل خروجها من تحت الضغط وآثاره المرهقة وتحيا الحياة اللائقة بإنسانية الإنسان".

وتطرق قاسم إلى الاعتداء على منزله في الدراز فقال "إنكم لتعرفون أن ليس لكل واحد منا قضية خاصة مع السلطة وإنما نحن شعب واحد وقضيتنا واحدة هي قضية الإصلاح الذي يرى الجميع ضرورته وكذلك ضرورة التعجيل به، وتعرفون أن بيوتنا جميعاً لها حرمتها المشتركة في دين الله، الذي لا يجيز لأحد التعدي عليها وانتهاكها". 

وأضاف "هذا المقصر في حق الله والدين والشعب، أنتم تشعرونه في كل مرة يمسه فيها قليل من الكثير الذي ينالكم من بغي وظلم بالخجل والحرج والتقزّم وتأنيب الضمير لمواقفكم الكريمة التي تفوق الحساب، وغيرتكم وهبتكم وتضحياتكم الجليلة التي لا يرى أنه أهلٌ لها، وأنا فوق ما يطيقه عنقه من دَيَن وجميل لا ينسى ولا يرقى جهده لوفائه".

وقال الشيخ قاسم "الخجل يكللني والحرج يملكني، أمام اهتمام مراجعنا العظام وفقهائنا الأجلاء، وعلمائنا الغيارى، والطلاب الأعزاء، والحوزات الكريمة خارج البحرين وداخلها، وأمامكم أيها الجمهور المؤمن الغيور الصابر المجاهد المخلص المضحي للمواقف الكريمة في إنكار المنكر وإدانة التعدي، وقول كلمة الحق في وجه الاستخفاف بما حرّم الله، واختراق حواجز شريعته".

وشدد على ضرورة بقاء الشعب "كما أنتم لا تتخلون عن مطالبتكم بالحق والعدل وإصراركم على تحقيق المطالب، واسترجاع الحقوق، ولا عن تعقلكم واسلوبكم السلمي".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus