البحرين: قرن من الوعود بالإصلاح

2013-05-25 - 6:09 ص

بريان ويتيكر، الباب 
ترجمة: مرآة البحرين 

للأسرة الحاكمة في البحرين تاريخ طويل من الوعود بالإصلاح، وتاريخ طويل من الفشل بتنفيذها. شاهدنا ذلك مؤخرًا في لجنة البحرين المستقلة لتقصي الحقائق، حيث لا تزال التوصيات الرئيسية دون تنفيذ. ولكن هذا ليس بالشيء الجديد: فالجدل الدائر حول الإصلاح ما زال يهدر منذ قرن من الزمن تقريبًا.

في رسالة على تويتر قبل أيام، سلط تروي كارتر الضوء على وثيقة سرية قديمة من عام 1923 وهي مودعة الآن في الأرشيف الوطني البريطاني. البحرين في ذلك الوقت كانت تحت "الحماية" البريطانية والوثيقة كانت رسالة من المقدم تريفور، السياسي البريطاني المقيم في الخليج، إلى حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة.
رغم أن الرسالة كتبت منذ 90 عام، فإن لمحتواها وقعًا مألوفًا:

إلى: معالي الشيخ عيسى بن علي 
بوشهر، 27 تشرين الاول/ أكتوبر 1923

بعد التحية
فلقد تلقيت عريضة موقعة من سعادتكم ومن بعض العرب السنة الآخرين. إن لدى سعادتكم سوء فهم فيما يتعلق بالإصلاحات في البحرين. الإصلاحات لا يتم المباشرة بها بالرغبة الشخصية  للرائد دالي أو حتى العقيد نوكس. لقد اضطرت الحكومة السامية إلى اصدار الأمر لهما بوضع اليد، لأنهما بعد التحقيق المطول والمراقبة الصبورة وجدا أن الوضع في البحرين يستلزم الإصلاح قطعًا.

تتذكرون سعادتكم أن الحكومة السامية طلبت منكم مرات عديدة القيام بإصلاح إدارتكم، آخرها كان في آذار/مارس 1922 عندما زرت أنا شخصيًا جزيرتكم بناءً على طلب الحكومة السامية، ودعوتكم لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وفي المرة الثانية في أبريل/ نيسان 1922 عندما لم يعد الشيعة يتحملون الظلم الذي يتعرضون له، وأصبحوا ثائرين وأرسلوا العرائض إلي وإلى الحكومة السامية، أنت نفسك تعهدت بإدخال بعض الإصلاحات لتحسين حالتهم.

ولكن يا صديقي لم تقم أبدًا بأي إصلاح سواء كان بناءً على الطلب الفوري من الحكومة أو وفاءً بوعودك. وبما أن الاستبداد والقمع في جزيرتك قد أصبح فضيحة علنية فقد أصبح لزامًا على الحكومة السامية اتخاذ الإجراءات اللازمة، ومن هنا فإن إجراء الرائد دالي والعقيد نوكس إلى ما اتخذته استثناء. وأنا واثق بأن سعادتكم تعرفون كل هذا، ولكن لأنكم تتجاهلونه في عريضتكم فإني أرى أنه لزامًا علي أن أبلغكم بها مرة أخرى.

علي أن أحيطكم علما بأنه من واجبي كما كان واجب العقيد نوكس تنفيذ أوامر الحكومة السامية والمضي قدمًا في الإصلاحات، والهدف منها هو تأمين المعاملة العادلة والمتساوية والعدالة المنصفة للجميع. وأنا وفقا لذلك عقدت العزم على المضي قدمًا في الإصلاحات وأتمنى من سعادتكم والسادة الذين وقعوا على العريضة تحقيق الإصلاح للجميع.

إنه لمن المؤسف يا صديقي أنك لم تستمع إلى نصيحتي أو إلى نصيحة الممثل السياسي والقيام بالإصلاحات المناسبة بنفسك.
وكان نتيجة ذلك أن أجبر المقدم تريفور الشيخ عيسى  بالتنازل عن العرش ومنذ عام 1923 والسلطات البريطانية تعتبر ابنه الشيخ حمد حاكمًا للبحرين. البحرينيون، من ناحية أخرى، رفضوا التنازل عن العرش واعتبروا الشيخ حمد نائبًا فقط حتى وفاة والده في عام 1932.

للأسف رسالة  تريفور لم توفر تفاصيل الشكاوى ضد الشيخ عيسى غير العموميات من "طغيان"، و "ظلم" وعدم الوفاء بالوعود (وأي قاريء تتوفر لديه معلومات إضافية يرجى إرسالها في إطار موضوع المناقشة). ومن المثير للاهتمام، رغم ذلك، أن يتم حذف هذه الحلقة من الموضوعات الرسمية المعروضة حاليًا للعلاقات البحرينية البريطانية.

واستنادًا إلى تصريحات الملك خلال زيارته لبريطانيا في وقت سابق من هذا الشهر، فإن البحرينيين كانوا سعداء للغاية بالتدخل البريطاني في بلادهم وهم لم / ولا يريدوا أن تنتهي:

أول معاهدة للصداقة تم توقيعها عام 1820، قبل نحو 200 سنة، وبقيت حتى تم استبدالها بمعاهدة جديدة في عام 1971 حول انسحاب بريطانيا من الخليج –  قرار أحادي الجانب بحيث سأل والدي "لماذا ؟ لم يطلب منكم أحد أن تغادروا! في الواقع  للأغراض العملية والاستراتيجية، الوجود البريطاني لم يتغير ولا زال كما عهدناه ولن  نكون دونه.

"لذلك أنا سعيد بالقول إن العلاقة قوية كما كانت دائمًا - بل وربما أقوى. هناك تعاون أوثق عبر مجموعة واسعة من الأنشطة وخاصة في مجال الدفاع حيث نسعى إلى توسيع الوجود البريطاني في منطقتنا بما يحقق المنفعة المتبادلة. وتحقيقًا لهذه الغاية وقعنا على اتفاق تعاون دفاعي جديد في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي".

21 أيار/مايو 2013 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus