مركز البحرين لحقوق الإنسان يطلق نداءاً عاجلاً للكشف عن مصير ناشط ميداني «مهدد بالتصفية»

2013-05-26 - 7:06 ص

مرآة البحرين: أطلق مركز البحرين لحقوق الإنسان نداءاً عاجلاً لكشف مصير ناشط ميداني قال إنه «مهدد بالتصفية الجسدية». وعبر في بيان أمس «عن قلقه الشديد جراء استمرار السلطات في البحرين في استهداف النشطاء الميدانيين المطالبين بالحرية والتغيير، وشيوع الاختفاء القسري بين من يتعرضون للاعتقال»، مشيراً إلى الناشط الميداني رضا عبد الله عيسى الغسرة  (25 سنة) الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية صباح الجمعة الموافق 24 مايو/أيار 2013».

وذكر المركز أنه «أحد الملاحقين الذين نجحوا في التواري عن أنظار وبطش قوات النظام لا سيما الضابطين يوسف المناعي وإبراهيم حبيب الغيث اللذين هددا الغسرة وعائلته أكثر من مرة بالتصفية الجسدية حال القبض عليه»، حسب شهادة ذوي المعتقل.

وقال المركز «لم يتم التوصل إلى أية معلومات بشأنه بعد اعتقاله حتى وقت كتابة هذا التقرير».

وبدأت تفاصيل الواقعة عندما نشر نشطاء ومغردون عبر حساباتهم في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تسجيلاً صوتياً لأحد الأشخاص وهو يتأوه وقالوا بأن «هذا التسجيل الصوتي هو للمعتقل رضا الغسرة أثناء قيام قوات النظام بضربه وتعذيبه في الشارع». 

كما نشرت حسابات لأشخاص موالين للنظام البحرين صوراً للغسرة وهو مقيد اليدين وملقى على الأرض والدماء تسيل على وجهه.

كما نشر حساب آخر لشخص محسوب على النظام البحريني صورة للمعتقل الغسرة وإلى جانبها سلاح ناري ادعى بأن قوات النظام حصلت عليه مع رضا الغسرة أثناء اعتقاله. 

وكان شهود عيان قد أفادوا بأنه في الساعة السابعة والنصف من صباح الجمعة 24 مايو/آذار 2013 أحاطت سيارات مدنية بالغسرة الذي كان يستقل دراجة نارية واعتقلته بطريقة وحشية ونقلته لأحد مراكز التعذيب غير الرسمية "الخيالة".

وذكرت عائلة المعتقل الغسرة بأنه «أحد المستهدفين وشهد منزله 70 مداهمة منذ مارس/آذار 2011 حتى مايو/آذار 2013. وكان آخر اقتحام لمنزله في مساء السبت الموافق 11 مايو/أيار 2013 حيث تمت محاصرة منطقة بني جمرة غرب العاصمة المنامة -مكان سكن الغسرة - من الساعة الـ9 مساءً حتى 2 فجراً».

وأعلنت وزارة الداخلية عبر "تويتر" إنه «بينما كانت دورية أمنية تؤدي مهمة في بني جمرة، سمع أفرادها إطلاق نار من سلاح ناري أوتوماتيكي، وأن التحريات جارية». 

وكان الغسرة قد اعتُقل في مايو/آذار 2011 وأُفرج عنه في أغسطس/آب من نفس العام. ويواجه الغسرة أحكاماً تصل مدتها لـ41 عاما في قضايا متعددة تدعي النيابة العامة فيها قيامه بالتفجير والحرق إضافة إلى تهم التجمهر بينما ينتظر أحكاماً في قضايا أخرى. 

وعاودت الأجهزة الأمنية مطاردته واعتقاله في أبريل/نيسان 2012. ولكنه تمكن من الفرار من محبسه في الحوض الجاف بسبب التعذيب الشديد الذي كان يتعرض له آنذاك. ومنذ ذلك الحين بدأ استهدافه يتخذ منحىً أخطر من السابق حيث تم استهدافه وصديقه عقيل عبدالمحسن، بطلق ناري من مسافة قريبة أدى إلى إصابته برصاص في الكتف بينما تهشم وجه صديقه عقيل. 

وتنظر المحكمة يوم الأربعاء القادم 29 مايو/ أيار 2013 في إحدى قضايا التجمهر الموجهة ضد رضا ولا يُعلم إن كان سيتم احضاره في ظل حالة اختفاءه القسري.

وقال مركز البحرين لحقوق الإنسان إن «رضا ليس الوحيد المستهدف في عائلته، فأخوه ياسر (23 سنة) معتقل ومحكوم بالسجن 37 سنة في 4 قضايا وهو ينتظر أحكاما في قضايا أخرى، وعلى الرغم من ادعاء الداخلية هروبه من السجن إلا أن عائلته تؤكد بأنها لا تعرف أي معلومات عنه منذ فترة طويلة». 

كما أشار المركز إلى «أخيه الأصغر  صادق (19 سنة) المحكوم حتى الآن بالسجن لمدة 26 سنة في 3 قضايا وينتظر الحكم في 7 قضايا، وهو أحد الضحايا الذين تم تعذيبهم في السجن»، مشيراً إلى أن «رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب شهد عى ذلك وهو منذ ذلك اليوم يقبع في السجن الانفرادي ومحروم من الاتصال بذويه دون أن يعرفوا السبب وراء ذلك». 

هذا ونشرت عائلة المختطف رضا الغسرة بياناً أعربت فيه عن قلقها على مصير ابنها وحملت النظام مسؤلية سلامته لاسيما بعد نفي الداخلية وجوده لديها عندما ذهبت العائلة للسؤال عنه. 

كما ذكر ذووه بأن الغسرة يعاني من إصابة في يده اليمنى حيث تعرض لحادث منذ صغره تسبب في بتر 3 من أصابع يده اليمنى وهي (البنصر والوسطى والسبابة) مستنكرة أن «يتمكن من حمل سلاح وبهذه المهارة باليد اليسرى».

ويواجه الأخوة الثلاثة تهماً تتراوح بين التجمهر وادعاءات الاشتراك في الحرق والتفجير. 

وطالب مركز البحرين لحقوق الإنسان بـ«الكشف الفوري عن مصير المختطف رضا الغسرة والسماح لذويه بالاطمئنان عليه»، داعياً إلى «محاسبة المسؤولين عن اختطاف الغسرة وتعذيبه».

كما طالب السلطات بـ«التوقف الفوري عن ممارسة الاختطاف والاخفاء القسري للمعتقلين» و«التوقف الفوري عن ممارسات التعذيب وتقديم المسؤولين عنها للعدالة» و«التوقف عن استهداف النشطاء الميدانيين وإعطاءهم مساحة كافية للتعبير عن رأيهم»، وأخيراً «التوقف عن تلفيق القضايا والتهم للنشطاء ووصم القرى التي تشهد احتجاجات مستمرة بالإرهاب» على ما جاء في البيان.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus