وسائل الإعلام الأجنبية تشكو التعدي عليها في البحرين

2011-05-25 - 5:40 م

سيميون كير - فاينانشال تايمز:
ترجمة: مرآة البحرين


ادعى الكثير من الصحافيين التابعين لوكالات أنباء أجنبية والمقيمين في البحرين أن الحكومة قامت باعتقالهم وإساءة معاملتهم إبان التصعيد الذي شهدته المملكة بعد أيام قلائل فقط من الحديث الذي وجهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إليها داعياً إياها للإتجاه نحو الحوار. 

قد سبق وأن تم القبض على عدد من الصحافيين المحليين والتعدي عليهم بالضرب مذ أن مارست السلطات عملية تطهير الشارع البحريني من المعتصمين والمتظاهرين في منتصف مارس/ آذار الماضي، إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف صحافيين يعملون لحساب جهات في الخارج،  في عملية توسعية ضد وسائل الإعلام.


فقد تم اعتقال ومساءلة كل من مازن مهدي، وهو مصور صحفي يعمل لدى وكالة الصحافة الألمانية وأخبار الدفاع، ونزيهة سعيد، مراسلة فرانس 24 وراديو مونتي كارلو، لعدة ساعات، تم خلالها استجوابهم حول تقاريرهم. وقد أكد الصحافيان انهما تعرضا للتعذيب أثناء احتجازهما حتى أفرج عنهما في الساعات الأولى من يوم صباح يوم الاثنين. 

يقول مهدي "قاموا بعصب عيني وتقييدي، ومن ثم ضربي ضرباً مبرحا" بتهمة أنه "قام بنشر الأكاذيب المسيئة لسمعة المملكة".


هذا ولم نستطع الحصول على تعليق حول شكوى الصحافيين من أي جهة حكومية، حيث امتنعوا عن الرد على مكالماتنا الهاتفية، واكتفت بالقول إنها ستفتح تحقيقا في الانتهاكات المزعومة من جانب قوات الأمن.


يأتي توسيع النطاق الأمني في المملكة بعد أيام فقط من خطاب أوباما الذي انتقد فيه البحرين وحملتها القمعية ضمن خطبته رفيعة المستوى التي ناقش فيها شؤون الشرق الاوسط الاسبوع الماضي.


وقد ذكر أوباما أنه على الرغم من امتلاك الحكومة البحرينية الشرعية في الحفاظ على مصالحها والإبقاء على سيادة القانون، إلا أن "الاعتقالات الجماعية والقوة الغاشمة... لن تكمم الصيحات المطالبة بالإصلاح".


كما دعا الحكومة الى تهيئة ظروف الحوار مع المعارضة ، قائلا : "لا يمكن القيام بحوار حقيقي ما دامت تكوينات من المعارضة السلمية قابعة في السجن"

هذا وما زال عضوا البرلمان السابقين المنتسبين  لجمعية الوفاق الشيعية المعارضة رهن الاحتجاز. ذكر أفراد من عائلة النائب ( مطر مطر) إنهم  لم يروه منذ اعتقاله قبل ثلاثة أسابيع.


حكومة البحرين تترنح اليوم جراء التغطية الإعلامية السلبية، لذلك فهي تستهدف وسائل الاعلام المحلية والأجنبية وسط أوسع حملة تشنها على الشعب من اعتقالات وتعذيب ونهب وتدمير للمواقع الدينية.


الجدير بالذكر أنه تم طرد مراسل رويترز، فريدريك ريشتر المقيم في المنامة، من البحرين هذا الشهر بعد قيامه بكتابة تقرير عن انقسام في عائلة آل خليفة الحاكمة تمثل في تهميش ولي العهد المصلح من قبل المتشددين المؤيدين للحملة القمعية.


كما تم القاء القبض على صحفيين محليين في جريدة الوسط التي كانت تشكل الصوت الوحيد المستقل في البلاد قبل التغييرات التي أدخلتها الضغوطات الحكومية على الجريدة الشهر الماضي، من بينهم أحد مؤسسي الصحيفة، رجل الأعمال كريم فخراوي ، هو واحد من اربعة اشخاص توفوا في الاعتقال جراء التعذيب منذ بدء الحملة.


هذا ويواجه منصور الجمري محرر الجريدة الذي كان يعيش في المنفى، محاكمة عسكرية بتهمة نشر أخبار كاذبة أواخر شهر مارس الفائت.

نافياً التهمة عنه، اعترف منصور بأن الصحيفة قامت بنشر عدد من الأخبار الجاهزة التي وصلتها عبر عناوين ألكترونية مختلفة مرسلة من مؤسسة معينة في المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي كانت الجريدة تواجه فيه تهديد ميليشيات مدنية مسلحة.


ولا يخفى الدعم السعودي الذي مكن تدخله العسكري مملكة البحرين من تفعيل قانون الطوارئ، المقرر إزالته في الأول من يونيو المقبل.


في تصعيد منفصل، قامت السلطات بمساءلة عبد الله الدرازي الذي كان يترأس الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان قبل حل مجلسها في العام الماضي، والتي تعد أقدم هيئة تتبع انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.اتهموه بالمشاركة في الاحتجاجات ونشر معلومات كاذبة، إلا أنه لم يتم توجيه اتهامات محدده إليه. 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus