رابطة الصحافة البحرينية في ندوة في واشنطن: الصراع من أجل حرية الإعلام والتعبير في البحرين

2013-06-18 - 6:21 ص


 مرآة البحرين (خاص): أكد المشاركون في الندوة التي أقيمت في العاصمة الأميركية واشنطن الأسبوع الماضي وحملت عنوان "الصراع من أجل إعلام مستقل وحرية التعبير في البحرين" على أن توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق الخاصة بالإعلام لم تنفذ بعد، في الوقت الذي بينت فيه عضو رابطة الصحافة البحرينية الباحثة والصحافية (ندى الوادي) على أن تضاؤل مساحة الصحافة المستقلة في البحرين في العامين الماضيين الأمر الذي أدى إلى تبدل خريطة تبادل المعلومات لصالح الإعلام الإلكتروني. 

وكانت ندوة "الصراع من أجل إعلام مستقل وحرية التعبير في البحرين" قد تمت بالتنسيق بين رابطة الصحافة البحرينية والمؤسسة الوطنية للديمقراطية وأقيمت في مقر المؤسسة في قلب العاصمة واشنطن بحضور عدد كبير من من ممثلي المنظمات المهتمة بالشأن البحريني أو بشأن حرية التعبير والإعلام بشكل عام. وكان من اللافت حضور عدد من ممثلي شركات العلاقات العامة التي تستعين بها الحكومة البحرينية في واشنطن. 

وقد تحدث في الندوة إلى جانب (الوادي) كلاً من رئيسة مكتب منظمة مراسلون بلا حدود في واشنطن دلفين هاجلاند، إلى جانب أستاذ الإعلام في جامعة جورجتاون الشهيرة عادل إسكندر. وقد كانت هذه هي المرة الأولى في واشنطن التي يتم فيها التركيز على الأزمة البحرينية من زاوية تختص بالإعلام المستقل وحرية التعبير .  

وبدأت الوادي الندوة باستعراض مفصل لنتائج تقرير حرية الإعلام والصحافة في العام 2012 والذي أعدته رابطة الصحافة البحرينية وقامت بإطلاقه الشهر الماضي بعنوان "الصمت جريمة حرب". إذ تطرقت إلى شرح بيئة ومعوقات الإعلام المستقل في البحرين قبل العام 2011 ، معرجة على الحديث عن الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون والإعلاميون منذ مارس 2011 وحتى اليوم، والتي وثق القسم الأول منها تقرير اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق المعروف بتقرير بسيوني. وأكدت الوادي أن فريق عمل التقرير الذي كان يرصد الوضع على الأرض في داخل البحرين توصل إلى نتيجة رئيسية تثبت عدم تطبيق أي من توصيات بسيوني المتعلقة بالإعلام حتى الآن. إذ لم يتم إرجاع أغلب المفصولين من الإعلاميين لنفس مراكزهم حتى اليوم، كما أن الإعلام الرسمي لا يزال متحيزاً للسلطة ولا ينقل وجهة النظر الأخرى. 

وتحدثت (الوادي) عن تصاعد ظاهرة " الصحافيين المواطنين" وهو المصطلح المثير للجدل في الأوساط الصحافية، إذ يتم استهداف الكثير من المصورين أو الصحافيين الذين يقومون بجمع ونقل المعلومات في البحرين ، فيما لا يعترف بهم على أنهم صحافيون. وبينت (الوادي) أن النقاش لا يزال دائراً في علوم الصحافة والإعلام حول هذا المصطلح وخصوصاً في بلدان الربيع العربي التي أصبح فيها الصحافيون والمصورون المواطنون هم البديل الحقيقي لنقل وتبادل المعلومات في ظل غياب المساحة لإعلام مستقل، وهو ما تعترف به بعض المنظمات الدولية مثل " مراسلون بلا حدود" التي لا تستثني الصحافيون المواطنون. 

واستعرضت (الوادي) أيضاً بعض القصص لإعلاميين تعرضوا وما زالوا يتعرضون لانتهاكات متعددة داخل البحرين، فيما ركزت على مسألة " الإفلات من العقاب" التي اهتمت بها منظمة اليونيسكو في اليوم العالمي للصحافة الذي مرت ذكراه في الشهر الماضي. إذ لا يزال الأشخاص الذين مارسوا الانتهاكات التي أفضت إلى قتل الناشر (كريم فخراوي)، والمدون (زكريا العشيري) وإلى مقتل المصور المواطن أحمد اسماعيل دون عقاب، وهي قضية حساسة للغاية لأنها تشجع على المزيد من الانتهاكات ضد الإعلاميين. ناهيك عن قضية الصحافية نزيهة سعيد التي لا تزال تنتظر عقاباً رادعاً لمن قاموا بتعذيبها. 

كما تحدثت (الوادي) عن مستوى التغطية الإعلامية العالمية للحدث الإعلامي ودور شركات العلاقات العامة في هذه التغطية. 

من جانبها استعرضت رئيسة مكتب منظمة مراسلون بلا حدود في واشنطن ديلفين هاجلاند تقرير منظمتها الأخير الذي وضع البحرين ضمن قائمة خمس دول اعتبرت ضمن "أعداء الانترنت" . مستعرضة الأسانيد التي تطرق إليها التقرير في وصفه لمسألة الرقابة على الانترنت في البحرين، والتكنولوجيا العالية التي يستخدمها للتجسس على نشطاء الانترنت وغيرهم. فيما بينت هاجلاند بأن البحرين تقارن اليوم بالصين وسوريا في وضع حرية التعبير وأنها من الدول التي تثير القلق بشكل كبير بسبب التراجع الكبير الذي تعرضت له في مسألة حرية التعبير في أقل من عامين. 

أما أستاذ الإعلام في جامعة جورجتاون عادل إسكندر فقد تطرق إلى مقاربة الوضع الإعلامي في البحرين بالوضع الإعلامي في باقي دول الربيع العربي، مؤكداً على أن جميع هذه الدول تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بتأسيس إعلام مستقل حقيقي، ناهيك عن التحديات الكبيرة التي تواجه أولئك الذين ينشطون في الإعلام الالكتروني. 

واعتبر اسكندر تقرير رابطة الصحافة البحرينية إضافة حقيقية لكل من يريد أن يفهم الوضع الإعلامي الحقيقي في البحرين مشدداً على ضرورة استمرار هذا الجهد النوعي الذي يخدم كثيراً الباحثين في مجال الإعلام في منطقة الشرق الأوسط. 

وأشار اسكندر إلى تمدد الإعلام الالكتروني بشكل كبير في مجتمعات الربيع العربي في ظل غياب وسائل الإعلام المستقل التي تعكس الواقع الحقيقي لهذه المجتمعات في ظل الأزمات السياسية الطاحنة. 






التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus