إيجاد خطة بديلة عن البحرين

2013-06-26 - 7:18 ص


برايان دولي، هاف بوست ورلد 
ترجمة: مرآة البحرين 

تحويل حاملة طائرات مناورة صعبة كما هو معروف، والأصعب هو نقل أسطول كامل.  ولكن رغم ذلك، هناك حديث جدّيّ في حكومة الولايات المتحدة عن نقل الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية من قاعدته الرئيسية الحالية في البحرين نتيجة لاستمرار الاضطرابات في المملكة. صدر اليوم نقد عن قائد البحرية الأمريكية ريتشارد مكدانيال، الذي أنهى مؤخرًا مهمة قضاها في معهد بروكينغز، ولعله أحد أهم الإضافات للنقاش الحالي بين كبار المسؤولين في واشنطن. في نقده، أشار مكدانيال: "من الممكن أن يتدهور الوضع بسرعة ويتحول إلى بيئة غير ملائمة للولايات المتحدة".

احتجاجات أكثر من عامين ضد النظام الدكتاتوري في البحرين قد ترك الحكومة الأمريكية تكافح لإيجاد سبل للضغط على النظام من أجل الإصلاح. نقد مكدانيال يؤكد على الحاجة الملحة للولايات المتحدة للقيام بذلك. الأسطول الخامس هو الورقة الأكبر لإدارة أوباما، الورقة التي كانت حتى الآن مترددًا في استخدامها. ولكن المشاكل الجارية في البحرين قد أثارت محادثات جادة بين مسؤولين كبار في واشنطن الذين يعترفون بأن يكون لدى البحرية الأمريكية خطة طوارئ في حال احتاجت إلى مغادرة البحرين على عجل – إما لأن القمع قد وصل إلى درجة محرجة حت لا ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها متحالفة مع هذا النظام أو لأن الوضع محليًا أصبح متقلبًا وغير آمن لبقاء الأسطول. الإصلاح الجاد للحكومة  في البحرين قد ينجح للحيلولة دون حدوث ذلك والولايات المتحدة بحاجة إلى تكثيف جهودها للضغط من أجل الإصلاح.

حتى الآن، الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في البحرين لم تدفع الحكومة الأمريكية لسحب الأسطول. آلاف  الاعتقالات، والتعذيب الواسع النطاق، وعشرات  القتلى والفشل في جلب كبار المسؤولين إلى العدالة كل ذلك لم يصل إلى حد عدم المقبولية وإخجال الولايات المتحدة  لمغادرة البلاد. ولكنّ هناك قلقًا متزايدًا في وزارة الخارجية وأماكن أخرى بأن الحل الحقيقي للأزمة السياسية لا يلوح في الأفق، وأن البحرين هي حليف متقلب وغير مستقر، وأنه ينبغي النظر في خطة جديدة للأسطول. وقد بدأت أصوات في الكونجرس أيضا تتعالى للسؤال علنًا عن ملاءمة البحرين كمضيف للبحرية الأمريكية.

نقد مكدانيال اليوم يرسم بدائل لوجهة الأسطول، فيكتب: "من الواضح أن أكبر تهديد لمنافذ الولايات المتحدة ليس الإصلاح الديمقراطي الذي يؤدي إلى نظام ملكي دستوري، ولكن التهديد هو عدم وجود الإصلاح الذي يؤدي إلى استمرار حالة عدم الاستقرار والاضطرابات، وتمكين تواجد قيادة راديكالية".

إنه قرار كبير -  نقل الأسطول من البحرين سوف يقلق الحلفاء الديكتاتوريين الآخرين في المنطقة  وسيفاجئ  السعودية. العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والبحرين عميقة ومكلفة. فلقد عينت البحرين كـ "حليف رئيسي من غير حلف الناتو" للولايات المتحدة  في آذار/مارس 2002، والولايات المتحدة باعت البحرين أسلحة بقيمة 1.4 مليار دولار منذ عام 2000. وعلى الرغم من وقف بعض مبيعات الأسلحة  أوخفض مستوياتها كما كان  مخططًا لها قبل بدء الانتفاضة، فإن مبيعات الأسلحة --  العسكرية وأسلحة دعم مكافحة الإرهاب للبحرين -  قد تواصل على مدى العامين الماضيين. للولايات المتحدة  وجود بحري في البلاد منذ عام 1948، وذلك لضمان تدفق النفط والملاحة الأخرى عبر مضيق هرمز وبمثابة تذكير مهم لإيران بالتزام الولايات المتحدة بالمصالح الأمريكية. القاعدة الأمريكية الحالية في البحرين ضخمة، وتغطي أكثر من 100 فدان وتؤوي حوالي 5 آلاف موظف وأسرة أمريكية.

البحرين تحتاج إلى أن يقال لها إن وجود الأسطول الخامس ليس أتوماتيكيًا وأن علاقة الحكومة الأمريكية مع الأسرة الحاكمة ليست غير مشروطة. على مدى عقود، والولايات المتحدة تدعم الأنظمة الاستبدادية بطريقة غير صحيحة في منطقة الشرق الأوسط باسم الاستقرار، ولكن علمت أن هدوء القمع هو حتما كذبة تطفو على السطح.  فقادة المعارضة الرئيسية وقادة حقوق الإنسان لا يزالون  في السجن في البحرين. واقتصاد المملكة يبدو هشًا.  وأولئك الذين ينتقدون ملك البحرين على تويتر يقمعون ويسجنون، والاحتجاجات السلمية تقمع والعنيفة منها تصبح أكثر شعبية. فشل حكومة البحرين بتنفيذ إصلاحات ذات مغزى يجعل عدم الاستقرار على نطاق واسع أكثر احتمالًا  والولايات المتحدة تحتاج إلى الضغط أكثر للإصلاح في الوقت الذي  تضع  فيه خطة بديلة لحماية مصالحها الخاصة.

وفقا لصحيفة اليوم، فإن ميناء الشعيبة في الكويت هو احتمال، "تصميم خطة بديلة في ميناء الدوحة الجديد [في قطر] خطة عملية ومنطقية لأن الميناء قيد الإنشاء، والولايات المتحدة يمكنها أن تقوم بترتيبات بحيث يمكن خدمة المقاتلين الأمريكيين، أو إضافة مقاتلين جدد، أو تمركزهم بشكل دائم في المنشأة. تمركز القوات البحرية في قطر أمر مجد للغاية لأن معاهدة الدفاع مع الحكومة موجودة بالفعل والقطريون تفهموها للغاية عندما استضافوا الجيش الأمريكي".

ينبغي للعائلة الحاكمة في البحرين أن تدرك أن تحليل القائد مكدانيال ينذرهم بأن مصالح الولايات المتحدة بالاستغناء عنهم وأن الكثيرين في واشنطن غاضبون للغاية من عدم الإيفاء بوعودهم من أجل الإصلاح. هذا النقد يبلور حقيقة أن: الأسطول الخامس يخدم مصالح الولايات المتحدة وليس المقصود منه أن يكون غطاءً لنزوات انتهاكات حكومة البحرين لحقوق الإنسان. تلك المصالح دون شك تتعرض للخطر من خلال تصاعد عدم الاستقرار. و فشل المملكة في القيام بعملها قد ترك القليل من الشك  بأن الوقت قد حان للحديث عن نقل الأسطول الخامس.

24 حزيران/يونيو 2013 



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus