بعض الكسبة!

مرآة البحرين - 2025-03-30 - 7:53 م
مرآة البحرين : بعض الكتبة الذين يملؤون الصحف والقنوات ووسائل التواصل هذه الأيام، وفي تضاعيف ما يكتبون، يطلقون بالونات حرارية تتنزل على إخوانهم من العرب والمسلمين.
هؤلاء الكتبة يحسنون فقط الحديث بلغة واحدة، ومن مفرداتها: المشروع الإيراني / هلال شيعي / ميليشات إيرانية / النووي الإيراني / نظام الملالي / ولاية الفقيه.
أبَوْا على أنفسهم إلا أن يلوكوا هذه الشنشنة السمجة!
هؤلاء الكسبة منفصلون عن قضايا الأمة، عن هويتها العربية والإسلامية، ولا تجد في كتاباتهم ما يدفع عن مظلومٍ مظلمة، ولا تبيان حقيقة، ولا تقديم نصيحة، إنما متملقون مداهنون، يجترّون المديح للظالمين والمنافقين والمتصهينين، يرتجون من وراء أسطرهم أن يكسوهم الحاكم بما يستر عوراتهم المكشوفة، ويعطّر روائحهم النتنة!
اغتربوا عن ذواتهم ونسوا أو تناسوا.
هؤلاء الكتبة ميزانهم مختلّ، ومنطقهم معوّج، تعرف ازدواجية معاييرهم من لحن القول، صامتون عمّا يجري لأمّتنا من ظلم وحيف من دكتاتوريات الداخل، واليوم يمارسون دوراً أقذر من سابقه في الرقص على جثث ضحايا غزة، يسترون المجازر ولا يسمونها بأسمائها، ويداهنون القتلة ويبررون لهم أفعالهم، سواء كان ذلك بسكوتهم أو بلومهم للضحية!
إنهم ينتمون لمنطق معاوية عندما قال أنّ عمار بن ياسر قتله من جاء به لساحة الحرب، ليدفع عن نفسه تهمة "الفئة الباغية"!
يتحدثون عن خطر سلاح المقاومة وأنّه السبب في دمار الأوطان، لكنهم لا يتحدثون عن أطماع الاحتلال وجرائمه وإبادته، ويريدون للمقاومين أن يستسلموا ويركنوا حتى ولو قتلوا وقتل أطفالهم ونسائهم وشيوخهم واستبيحت أعراضهم وأموالهم وحرماتهم!
إنّهم لا يودون الحديث عن مشروع الكيان من البحر إلى النهر، ولا يودون الحديث عن إزهاق حق العودة، ولا يودون الحديث عن تهويد القدس!
إنّهم بكل وضوح قد فقدوا ذواتهم، وفقدوا القدرة على الحديث عن تاريخهم، إنهم في الحقيقة من جماعة (البدون)، بدون انتماء وبدون هوية، بدون عروبة وبدون إسلام!
إنهم كسبة بلا هوية يبصبصون حول جيف المال مثل كلابٍ ضالّة، هذا حالهم وسيبقون!
- 2025-03-28رحيل الدكتور سالم النويدري .. العملاق المجهول والفارس الذي لم ينكص
- 2025-03-27الإرهاصات السياسية من 1970 حتى العقد الثالث من بعد 2000 (2)
- 2025-03-26تأثير الخصخصة على المؤسسات المحلية في البحرين وآليات انتعاش الاقتصاد المحلي
- 2025-03-20الصهاينة في البحرين.. لا جالية ولا من يحزنون
- 2025-03-19إرهاصات التغيير في الشرق الأوسط من 1970م حتى العقد الثالث بعد 2000م - (1)