إيطاليا تستخدم "أسري" منطلقا للنفوذ في الخليج
2025-12-08 - 12:34 ص
مرآة البحرين : تأتي زيارة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني إلى مملكة البحرين في ديسمبر 2025، بدعوة رسمية لحضور القمة الخليجية - الإيطالية كضيفة شرف، في لحظة إقليمية ودولية شديدة الحساسية. وقد حملت الزيارة رسائل سياسية وأمنية واضحة، تعكس تغيرا نوعيًا في العلاقات الخليجية - الإيطالية من مستوى التعاون الثنائي التقليدي إلى إطار شراكة إقليمية واسعة ذات أبعاد دفاعية واقتصادية وسياسية.
أولًا: العلاقة الأمنية والدفاعية
شهدت العلاقات الدفاعية بين البحرين وإيطاليا تطورًا ملحوظًا خلال العام 2025. فقد تبع الزيارة توقيع مذكرة تفاهم شاملة في روما قبل شهرين، تتجاوز الأساليب التقليدية للتعاون، لتضم حزمة متكاملة تشمل الدفاع، الصناعة البحرية، الطاقة، والاستثمار.
وقد شكّل البحر الأحمر، وخليج عُمان، وباب المندب محورًا رئيسيًا من محاور الزيارة، في ضوء التهديدات المتزايدة للملاحة في المنطقة.
البحرين، بحكم موقعها وتعاونها العسكري الوثيق مع الولايات المتحدة، تُعد مركزًا رئيسيًا للعمليات البحرية لأمريكا وبريطانيا .
الأمر المستجد أن إيطاليا، ضاعفت وجودها في عمليات الأمن البحري الأوروبية، وأصبحت فاعلًا مهمًا في حماية خطوط الإمداد البحرية.
ومن هنا، جاءت الزيارة لتعزيز العمل المشترك في: الأمن البحري والتدريب البحري، وحماية السفن التجارية الأوروبية والخليجية، بحسب ما هو معلن.
وبالتالي فإن أحد أهم ما أفرزته الزيارة هو دعم الشراكة بين شركات دفاع بحرية إيطالية (مثل Fincantieri) والمؤسسات الصناعية البحرينية (مثل أسري). هذا التعاون يفتح المجال للشركة الإيطالية: بناء وصيانة السفن العسكرية وسفن الدعم، وتبادل الخبرات الفنية، وتعزيز القدرات البحرية المحلية.
ويمثل ذلك دخولًا أعمق لإيطاليا إلى البنية الدفاعية الخليجية، وتوسيعًا لقدرات البحرين الصناعية العسكرية، كما هو معلن، لكن الترجمة الحقيقية في القاموس الجيوسياسي، أن إيطاليا توسع نفوذها في الخليج، من خلال البحرين.
وبالتالي، حضور ميلوني ليس بروتوكوليًا فحسب، بل يدخل ضمن تشكيل تحالفات أمنية مرنة تعزز أمن الخليج، وتساعد أوروبا على حماية مصالحها في الطاقة والملاحة.
ثانيًا: السياسة الخارجية وشؤون المنطقة
إيطاليا استخدمت منصة القمة في البحرين لتقديم نفسها كقوة قادرة على لعب دور إقليمي وليس فقط شريكًا ثنائيًا.
وقد أعلنت ميلوني بوضوح استعداد بلادها لاستضافة قمة خليج - متوسط (Gulf-Med Summit)، لإنشاء منصة حوار جديدة بين دول الخليج وأوروبا الجنوبية.
هذا يجعل البحرين نقطة ارتكاز لربط الخليج بالمتوسط عبر رؤية سياسية واقتصادية مشتركة.
وتشارك الطرفان قلقهما من: التهديدات الموجهة للملاحة الدولية، واستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ من قبل أطراف إقليمية، وعدم الاستقرار الناتج عن الصراعات في اليمن، العراق، وسوريا.
- 2025-12-06إعلان مرتقب لعودة العلاقات البحرينية الإيرانية ينتظر حلّ بعض المسائل العالقة
- 2025-12-05الإنفاق العسكري في البحرين: صفقات مجنونة في ظل بطالة وغلاء معيشة
- 2025-12-01العبء يزداد على الطبقة الكادحة: تقليص قيمة علاوة الغلاء لسائقي الأجرة!
- 2025-11-30الحكومة تُكافح الكراهية بخنْق الشعب أكثر!
- 2025-11-30التعذيب في البحرين.. الجُرح مفتوح وموثّق